القدس عاصمة ثقافة أم حاضرة أمة ...هل تراجعت مكانة القدس في ضمائر المسلمين؟!
دعوة إلى الحوار.
هل نفي القدس حقها من الحب وحقها من الفداء والتضحية بأن نجعلها عاصمة للثقافة العربية وهي الأرض التي حررها أجدادنا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم واستلم مفاتيحها سيدنا الخليفة العظيم عمر بن الخطاب وقد جاء من المدينة بناء على طلب صفرونيوس كبير رجال الدين فيها ليستلم مفاتيحها منه وقد أبى أن يسلمها إلا للفاروق الذي حضر بلا موكب مهيب ولا فرس مطهمة بل على بغلة يتناوب عليها هو وخادمه فلما وصل رضي الله عنه وتفرس صفرونيوس فيه وعد ما في ثوبه من رقع حتى وصل إلى السابعة عشرة فقال: إنه هو كما ورد في كتابنا ... !! وأعطاهم عمر رضي الله عنه العهدة العمرية وكان من شروطها ألا يجاورهم فيها(القدس) يهود ...!
القدس عاصمة ثقافة أم حاضرة أمة عظيمة لم تغرب عنها عين الشمس ..
القدس رمز الصراع الحضاري بين الشرق والغرب منذ قرن من الصراع المستعر والحملات الصليبية المتوالية على شرقنا أرض النبوات والرسالات والحضارات ..
هل يستطيع العرب والفلسطينيون أن يحافظوا على هويتها الحضارية بمعزل عن أسلمة الصراع وإدخال المسلمين فيه، وهم الذين تدخل القدس في صميم عقيدتهم..؟!
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)
هل خبا حب القدس في نفوس المسلمين؟ أم هل ضيع المسلمون عقولهم كما ضيعت امرأة وحيدها وهامت على وجهها في الأرض لا تدري ماذا تفعل أو تقول..!! حتى ظهر منهم من يقبل قسمة القدس والتنازل عنها مقابل جزء أو حي من أحيائها فيما يغتصب اليهود قدس الأقداس ويزرعونها بالمستوطنات والمغتصبات؟!
إسرائيل والقدس لا معنى لأحدهما بغير الآخر كما يقول بن غوريون ..
فهل من معنى لفلسطين بغير القدس وهل من معنى للقدس بدون فلسطين ..؟!
كريستوفر كولومبوس في رسالته إلى إيزابيلا قال إنه ذاهب لاستكشاف العالم الجديد حتى يجلب الذهب من أجل إعداد الجيوش لاستعادة بيت المقدس من المسلمين ..
قائد القوات البريطانية لما دخل القدس بمساعدة خونة العرب الذين كانوا مع جيشه قال حينما دخلها في مطلع القرن الماضي الآن انتهت الحروب الصليبية..
إذن القدس هي خميرة الصراع وأساسه .. بين الشرق الإسلامي والغرب الصليبي ...
كيف نحافظ على هوية القدس الحضارية؟ وماذا تعني لنا القدس مسلمين وعربا وفلسطينيين ..؟
هل ساهمت الأنظمة العربية في إضعاف صلة شعوبنا بالقدس وإضعاف وهجها وبريقها في نفوسهم .. ؟
لماذا؟!
أهي الخيبات التي عاشتها شعوبنا في ظل هذه الأنظمة أم عقوق الشعوب وضعف العقيدة ..؟
القدس هل هي عروس عروبتنا كما قال مظفر النواب أم هل هي -كما يعلل الإسلاميون أنفسهم- حاضرة الإسلام وعاصمة الخلافة القادمة.. التي لن تقوم حتى تجري دونها بحار من دماء وملايين من الشهداء ..؟!
أنت مع من عزيزي القارئ .. عزيزي الأقلامي وعزيزتي الأقلامية ..
بانتظار مداخلاتكم وآرائكم ..
القدس تستحق منكم وقفة وتستحق منكم أن تكتبوا بدمائكم.. بحبر الوفاء والجلال ما يسركم ويسر الأجيال أن تقرأه..
بانتظاركم لتفعيل هذا النداء وتجلية الرؤية...